وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
إعلام اللجنة الأولمبية ,,
في خطوة تُعد انتصاراً جديداً للدبلوماسية الرياضية العراقية، نجحت اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية في انتزاع موافقة الجمعية العامة للمجلس الأولمبي الآسيوي على إقامة اجتماع مسؤولي المجلس الأولمبي الآسيوي والكوادر المتقدمة للجان الأولمبية الآسيوية، في العاصمة بغداد، وذلك خلال الاجتماع الذي عُقد في دولة الكويت بمشاركة ممثلي اللجان الأولمبية الوطنية
الآسيوية.
هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل جاء تتويجاً لجهود حثيثة قادها رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، الدكتور عقيل مفتن، الذي مثّل العراق في الاجتماع، مصحوباً بالأمين العام السيد هيثم عبد الحميد، والأمين المالي السيد سرمد عبد الله. وقد ظهر جلياً أن الملف العراقي لم يُطرح كطلب بروتوكولي فقط، بل عُرض برؤية مدروسة، مدعومة بإرادة واضحة ورسالة سياسية ورياضية مفادها أن "بغداد عادت... وستبقى".
الموافقة على استضافة بغداد للاجتماع المقبل لا تُعد فقط قراراً تنظيمياً، بل هي إقرار إقليمي بمكانة العراق، وثقة بقدراته على تنظيم فعاليات دولية كبرى. وهو ما أكد عليه الدكتور عقيل مفتن في تصريحه، حيث اعتبر أن هذه الخطوة تعكس انتصاراً لإرادة العراق، مشيراً إلى أن "مدينة الحضارات تستعيد دورها الطبيعي على الخارطة الرياضية الآسيوية".
وبينما تمر بعض الدول بتحديات سياسية وأمنية تحول دون تقدمها في هذا النوع من الاستحقاقات، أثبت العراق أن العمل المؤسسي والإرادة الصلبة يمكن أن تذلل كل الصعوبات، خاصة حينما تكون هناك قيادات رياضية تمتلك الرؤية والطموح.
تحرك دبلوماسي بصبغة رياضية
من الجدير بالذكر أن الدبلوماسية الرياضية باتت اليوم أحد أبرز أدوات تعزيز الحضور الدولي للدول، وقد أحسنت اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية توظيف هذه الأداة. فمن خلال الحوارات والاجتماعات الجانبية التي أجراها الوفد العراقي مع رؤساء وممثلي اللجان الأولمبية الآسيوية، نجح في بناء تفاهمات وعلاقات تفتح الباب أمام المزيد من التعاون الثنائي في المستقبل، وهو ما يتجاوز البعد الرياضي ليطال الأبعاد الثقافية والسياسية وحتى الاقتصادية.
رسالة استضافة بغداد للاجتماع الآسيوي المتمثل لمسؤولي المجلس الأولمبي الآسيوي والكوادر المتقدمة للجان الأولمبية الآسيوية، ليست موجهة للخارج فقط، بل هي كذلك رسالة موجهة إلى الداخل العراقي، مفادها أن العراق قادر على النهوض والمنافسة، وأن مؤسساته الرياضية بدأت تستعيد عافيتها. إنها دعوة للثقة بالنفس، وللعمل المشترك بين المؤسسات والاتحادات الرياضية من أجل تحقيق مزيد من المكاسب.
حين تعود بغداد لتكون عاصمة القرار الرياضي الآسيوي، ولو ليوم واحد، فذلك يعني أن هناك من يعمل بصمت، ومن يؤمن أن للرياضة دوراً يتجاوز الميداليات والمنافسات... إنها رسالة وحدة، وسلام، وحضارة.