وكالة الأنباء العراقية المستقلة بغداد ,,
بقلم: فريد هلال ,,
لم يكن على صهوةِ حصان،
ولا في ساحةِ معركة،
بل على سريرِ المرض،
كان الموسيقارُ الكبيرُ فاروقُ هلال
يهمس باسمِ الحسين،
ثم يعلو صوتُه...
كأنّه يُنشد لا أنينًا، بل أهازيجَ
كربلاء.
هو مريضٌ... نعم،
لكن من قال إن المرضَ يُسكت الأبطال؟
لقد هتف:
"الحسين گمرة... والگمر ما
ينطفي."
قالها قبل أن تُكتب وتُنشَد،
قالها بروحه، قبل أن تصعدَ للمنابر.
ومن حنجرةِ فاروق هلال... انطلقت
الصولة،
فسمعها فالحُ حسونُ الدراجي،
ذلك الذي يلتقط من الألمِ قوافيَ
خالدة،
فكتبها بيتًا،
لكنّه كان بيتًا يسكنه نورُ الحسين.
هكذا توهّجت الراية،
وهكذا صعدت الكلمة من الشفاه إلى
السماء،
حتى أتت اللحظة التي كان لا بدّ فيها
من مَن يحمل الصوتَ ويجعله نشيدًا
خالدًا.
فجاء المغوارُ كريمُ هميم،
رجلُ المرحلة،
لا ليسكت... بل ليرفع،
لا ليتغنّى... بل ليُكمل.
فصدح بها كما تُرفع راياتُ النصر:
"الحسين گمرة... والگمر ما
ينطفي."
وهكذا...
فاروقُ هلال بدأ، فالحٌ حسون الدراجي كتب، كريمٌ هميم أكمل،
والراية... لا تزال عالية،
لأنها رُفِعت باسمِ الحسين،
ومن رُفِعت باسمه، لا تنكسر.
فريد هلال |